الانتصار .. ليس حكراً على المعارك الكبيرة فحسب
بل هناك أناس يحملون فصيلة المنتصر في كافة معاركهم وإن صغرت ..!
حتى في حالة خسارة .. فإنه يتفنن في سلب فرحة النصر من المنتصر ..
يقول حكيم !
ابتسامتك في وجه المنتصر عليك بعد انتصاره .. تسلبه لذة النصر !
فريق .. كدح طيلة المباراة وبعد خسارته
احتفل بفوز خصمه وضحك وركض في كافة أنحاء الملعب
وجاء ومس الكأس كمثل الفريق الآخر واحتفل بفوز خصمه معه
هذا معناه سلب لذة النصر بالكامل وإحالة طعمه لمر !
حتى في المواقف المحرجة الصغيرة ..
تستطيع أن تقتل الشماتة في أفواه أعدائك قبل أن يتلفظوا بها ...!
فمثلاً حين تجد ثقباً صغيراً في ثوبك بارزاً أمام المتدربين عندك في دورتك التدريبية
لا تتفنن في محاولة إخفائه ويتحول لون وجهك لألوان الطيف
ببساطة .. التفت لهم وابتسم
وأرهم الثقب وقل بضحكة " ولو مصطنعة " قاتل الله مسمار الباب ...
يعتاد أن يوقعني في المواقف المحرجة أمامكم !
ستنتهي المشكلة في مهدها .. وتقتل الضحك في أعماقهم بإخراجك إياه !
مدرس .. غلط بكلمة .. هو أمام موقفين !
إما أن يحمر وجهه ويقع في حرج شديد ..
ويبدأ بمحاولة تتبع الكلمات الجارحة التي تصدر من الطلاب ويحاول تصيدهم
وربما ينزل أولهم للمدير لردعه !
أو أن يعيد الكلمة بكل بساطة .. ويضحك هازئاً من غلطه ..
فتنتهي المشكلة .. وتسير الأمور على ما كانت .. وينسى الطلاب الغلط !
أذكر أحد أساتذتي فعل الثانية .. أما الأولى فلا حصر لعددهم !
فن ... أن تحول الخسارة إلى نصر ... ربما يفتقده الكثير ..
وبعضهم ... يعتبر الكلمة الجارحة في حقه خسارة عظيمة ربما لا تعوض بثمن ..
فيتحسر على الوقت الذي مضى ولم يرد فيه على خصمه !
ويتمنى ألو قال وقال !
يقول أبي : بعض الناس رده على كلمة خصمه في فمه
وآخر رده في كمه ..
والأخير رده عند أمه !
أما الأول .. فلا تكاد تحاول الاصطياد بالماء العكر معه
إلا ويرد لك الصاع صاعين ..
وتحس بالخذلان لمجرد اقترابك منه !
وأما الثاني .. فيمكث وقتاً طويلاً يبحث فيه عن الكلمة المناسبة ليردها عليك
ويكسب موقفه أمامك ..
وربما يرد بعد برود الحكاية وانتهائها ...
وذاك كأنه يبحث عن الرد في كمه !
أما الأخير .. فعندما تموت القضية وتنتهي من الوجود .. يأتيك بالرد ..
وكأنه ذهب ليبحث عن الرد عند أمه ..!
فيقع حيث لم يتوقع !
ختاماً .. هذا ما علي أن أقول .. وما علي القبول !